الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة رقّص "عبيده" مثلما اشتهى وأراد: سمسار امارة موناكو بين رنين الدينار وهوس الدولار

نشر في  01 فيفري 2014  (12:21)

حسم الدولي التونسي أيمن عبد النور في آخر ردهات الميركاتو الشتوي مصيره بالتوقيع لمصلحة نادي امارة موناكو على سبيل الاعارة قادما اليه من تولوز بعد نحو سنتين ونصف كان فيهما مردود ابن "ليتوال" محترما الى حدّ كبير خصوصا في فرنسا بما أنه ظل يتأرجح بين الأخذ والعطاء مع نسور قرطاج.
وفي الضفة الجنوبية من الدوري الفرنسي آثر لاعبنا الأسمر صابر خليفة البقاء في الدوري الفرنسي ولم يكتب له تخطّي عقبة ميناء مرسيليا الذي لم يكن حلوله به موفّقا الى درجة كبيرة بما أن صابر اكتفى بمجرد دقائق متناثرة ولم يستطع افتكاك مكانه مع توفان وفالبوينا وأيو وبقية كتيبة فريق الجنوب الفرنسي...
بين هذا وذاك، فان خيوط الصفقات هندس لها تحت جنح الظلام من قبل وكيل الأعمال التونسي عبد القادر الجلالي الذي برز لنا اليوم في مقال باحدى "الشقيقات" في ثوب المنقذ الكروي والخبير بأسرار اللعبة بما أنه صرّح بما مفاده أن صفقة عبد النور ستوفّر نحو 15
مليون يورو غير أن الحقيقة ليست كذلك بما أن "عبدو" وقّع على سبيل الاعارة فقط مع امكانية شراء العقد لاحقا ان تسنّى له افتكاك مكان مع كارفالو وأبيدال (وهذا ما نتمناه صدقا) خدمة لكرتنا وللاعب لعبت العروض برأسه وتهاوى مستواه بشكل رهيب منذ بروز رواية عرض برشلونة على سطح الأحداث وهذا ما نبّهنا في الجمهورية الى خلوّه من الصحة ..طبعا الا في ذهن الوكيل "كادار" ومن اصطفاهم في المشهد الاعلامي لتلميع صورته..
هنا لا بد من الاشارة الى أن أعراف العمل الصحفي "تجرّم" في جزء من أخلاقياتها اشهار الاسم أو الترويج له عدا في حالات طارئة قد تتّصل أساسا بالاشكالات، بيد أن "كرم " البعض وصل الى حد افراده بمساحة كبيرة لابراز بطولاته ومآثره الوهمية بما أن من خطّ بعض الكلمات قد صوّر الجلالي على أنه بطل لا يشق له غبار بهندسة صفقة امارة موناكو وغزو عالم المال الروسي الذي أعاد احياء فريق خلناه اندثر منذ انقطاع مدد الأمير ألبار قبل دخول المافيوزيين الى موناكو..وفي الاثناء فان عبد النور بات مطالبا بسكب عرق وفير لافتكاك مكانه قصد ضمان الخروج بصفة نهائية بصفة رسمية وستكون هنا الأولوية لموناكو بما قيمته تحديدا 11مليون يورو عكس ما تم الترويج له من "كادار" وبيادقه، وفي سياق متّصل لا بد من انارة الرأي العام الرياضي بما خفي من كواليس اجهاض صفقة انتقال صابر خليفة الى الجيش القطري..
فابن قابس تلقى عرضا مباشرا من النادي القطري الى ادارة مرسيليا بلا وسائط ولا جهود وكلاء ولا هم يحزنون، واذا ما تقرّر في نهاية المطاف بقاء خليفة في فرنسا فان ذلك لا يصنّف على أنه تمسك من صابر بافتكاك مكان في قلعة الفيلودروم بل ان المسألة متّصلة بخلاف حاد في الكواليس أثاره "الماندجار" الشهير الذي أصرّ على اقتسام الكعكة مع لاعبه وناديه حتى وان كان لا ناقة له ولا جمل في العرض..وأمام تمسكه برفض الخروج خالي الوفاض من الصفقة، فان "كادار" اجتهد بكل قوة لمنع الانتقال وكان له ما أراد ..ولكن لغايات نفعية ربحية لا صلة لها بالمبادىء والمواثيق المعنوية وبما تردد عن "منع صابر من الانتحار الكروي في قطر"..
نفس الوكيل الذي برز في ثوب البطل الجبّار تناسى على ما يبدو انه "افتك" وكالة أعمال خليفة من ماندجار آخر نحتفظ باسمه وهو من أمن بخصال لاعب الترجي حين لفظته ادارة الترجي في جانفي 2011 وضمن له مستقرا في ايفيان تحت أضواء الشهرة في الدوري الفرنسي وسانده على البروز تدريجيا قبل حلول الوكيل الجديد الذي لم يحرّك ساكنا حين تواصلت غفوة صابر منذ بداية شهر جوان الفارط الى حدود منتصف شهر أوت تاريخ توقيعه لمرسيليا..حينها كان صابر بعيدا عن صخب التمارين ومشاق الاستعدادات الصيفية مفضّلا الركون الى الراحة والاستجمام في الجنوب التونسي بقابس تحديدا بعيدا عن أعين الوكيل الحريص جدا على مصلحة صابر الكروية..والدليل أنه وجد نفسه خارج السرب مع نسق مرسيليا المضني..حينها لم يحرّك صديقنا ساكنا لاعادة خليفة الى الجادة...
نبقى في ذات السياق لنشير أيضا الى أن من تباهى بانقاذه لصابر خليفة من الانتحار الكروي هو نفسه من قاد حمدي القصراوي الى جحيم "الشوماج" القسري طيلة خمس سنوات في لونس..وهو نفسه من قاد عصام جمعة من الدوري الفرنسي الى بطولة ميّتة اكلينيكيا ونعني بها "الكويت"..وهي مؤشرات واضحة لا تخدع ولا تقبل الدحض على أن من صوّر نفسه منقذا اليوم في حالة صابر خليفة المحتاج الى نشاط كروي..هو نفسه من أثبت ولاء منقطع النظير لليورو والدولار قبل أي اعتبار..فعن أية جهود لمنع الانتحار يتحدّثون؟

طارق العصادي